“عشر سنين حرب! متوقع الناس تخاف من ’جرثومة’!؟” دراسة نوعية للتصوّرات والاستجابات الأولية لجائحة كوفيد-19 بين المجتمعات النازحة في مناطق سيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا
مجلة الهجرة والصحة 2-1 (2020) 100021
قوائم المحتويات متوفرة في ScienceDirect
مجلة الهجرة والصّحة
الصفحة الرئيسية للمجلة: www.elsevier.com/locate/jmh
“عشر سنين حرب! متوقع الناس تخاف من ’جرثومة’!؟” دراسة نوعية للتصوّرات والاستجابات الأولية لجائحة كوفيد-19 بين المجتمعات النازحة في مناطق سيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا
يزن دويدري أ ، ب، ميرفت الحفار أ ، ب، محمد الطويش أ ، ت، حلا مخللاتي ث، رحاب علواني ج، نفيسة بتي محمد إبراهيم ح، عائشة زاسيلا ح، نور حورانية ب، عُلا عبارة خ، نتاشا هاورد أ ، ب ، ح،∗[1]
أ: مجموعة البحث لأجل سوريا (SyRG)، مستضافة في كل من جامعة لندن للصحة والطب الاستوائي و كلية سو سوي هوك للصحة العامة في جماعة سنغافورة الوطنية، المملكة المتحدة.
ب: جامعة لندن للصحة والطب الاستوائي ، قسم الصحة العالمية والتنمية، 15-17 تافيستوك بليس، لندن، WC1H 9SH، المملكة المتحدة.
ت: يداً بيد من أجل سوريا / جمعية مساعدة المتخصصين في المساعدة والتنمية، إدلب ، سوريا.
ث: كلية صحة السكان، معهد الصحة العالمية، كلية لندن الجامعية، 30 شارع جيلفورد، لندن، WC1N 1EH، المملكة المتحدة.
ج: صندوق هيئة الخدمات الصحية الوطنية، مستشفى يورك التعليمي، طريق ويجينتون، كليفتون، يورك YO31 8HE، المملكة المتحدة.
ح: كلية إمبيريال في لندن، قسم الأمراض المعدية، مستشفى سانت ماري، شارع برايد، W2 1Ny، المملكة المتحدة.
خ: جامعة سنغافورة الوطنية، كلية سو سوي هوك للصحة العامة، 12 ساينس درايف 2، 117549، سنغافورة.
معلومات المقال
الكلمات المفتاحية: النزوح – النزاع – التجارب المعاشة – كوفيد-19 – سوريا
نبذة مختصرة
المقدمة: لقد شكلت الاستجابة لجائحة كوفيد-19 تحدياً حتى لنُظم الرعاية الصحية القوية في البلدان ذات الدخل المرتفع. إن سوريا، البلد الذي يعاني من نزاع طويل الأمد، لديها أكبر عدد من النازحين داخلياً في العالم مع تموضع معظم مخيمات النازحين في مناطق سيطرة المعارضة وتحكمها منظمات غير حكومية محلية ودولية. تهدف هذه الدراسة إلى استكشاف تصورات المجتمع بشأن التحديات والحلول المحتملة للحد من انتقال فيروس كورونا بين المجتمعات النازحة في مناطق سيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا.المقدمة: لقد شكلت الاستجابة لجائحة كوفيد-19 تحدياً حتى لنُظم الرعاية الصحية القوية في البلدان ذات الدخل المرتفع. إن سوريا، البلد الذي يعاني من نزاع طويل الأمد، لديها أكبر عدد من النازحين داخلياً في العالم مع تموضع معظم مخيمات النازحين في مناطق سيطرة المعارضة وتحكمها منظمات غير حكومية محلية ودولية. تهدف هذه الدراسة إلى استكشاف تصورات المجتمع بشأن التحديات والحلول المحتملة للحد من انتقال فيروس كورونا بين المجتمعات النازحة في مناطق سيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا.
المناهج: لقد استخدمنا تصميم دراسة نوعية، حيث أجرينا 20 مقابلة مع النازحين/ات السوريين/ات في المخيمات في مناطق سيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا بين أبريل/نيسان ومايو/أيار 2020، ومع الأخذ بعين الاعتبار أنّ أكثر من نصف من أجرينا معهم المقابلات كانوا من النساء. كما قمنا بتحليل البيانات بشكل موضوعي.
النتائج: وَصف المشاركون/ات ظروف المخيمات الصعبة أصلاً بأنّها من شأنها أن تضر بالاستجابة الفعالة لكوفيد-19، بما في ذلك الازدحام ضمن مساحات السكن، الإدارة غير المؤهَّلة للصرف الصحي والنفايات، عدم كفاية المياه وتدني جودتها، ونقص مؤن التنظيف. وذكر المشاركون/ات الإنترنت في معظم الأحيان كمصدر لمعلوماتهم المتعلقة بفيروس كوفيد-19، تليها حملات التوعية التي تُطلقها المنظمات غير الحكومية. وقد كان الرجال قادرين على الوصول إلى معلومات أكثر دقة ووضوحاً عن فيروس كورونا من النساء. لم يكن عزل (حماية) الأشخاص الأكثر عُرضة للخطر داخل مساحات السكن أمراً ممكناً، لكن اقترح المشاركون/ات أنّ أساليب “تبادل السكن” قد تفي بالغرض. وفي حين أنّ معظم المشاركين/ات يمتلكون معرفة كافية حول كوفيد-19، إلّا أنهم يفتقرون إلى الأدوات العملية لمنع انتقاله.
الخاتمة: هذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي تستكشف التصورات والتجارب التي عاشها السوريون النازحون داخلياً في الأسابيع التي سبقت وباء فيروس كوفيد-19 في شمال غرب سوريا. إنّ الظروف المعيشية الصعبة للنازحين داخلياً في سوريا تتعرض للمزيد من التهديد جراء انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وهناك حاجة ملحة لوضع تدابير ضبط مُحدّدة تهدف للحد من انتقال كوفيد-19 ضمن المخيمات.
المقدمة
المخاوف من فيروس كورونا (كوفيد-19) في البلدان المتضررة من النزاع
لقد أدت جائحة كوفيد-19 إلى أكثر من 61 مليون حالة إصابة و 1.4 مليون حالة وفاة حتى نهاية نوفمبر/تشرين الأول 2020 (حالات كورونا 2020). وقد شكلت الاستجابة للوباء تحدياً حتى لنظم الرعاية الصحية القوية ذات الدخل المرتفع، ولا تزال تشكل تهديداً مدمراً للعديد من البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، لا سيما تلك المتضررة من النزاعات. ومع ذلك، فإنّ الكثير من المؤلفات المنشورة حول كوفيد-19 تأتي من البلدان مرتفعة الدخل، مع إعطاء اهتمام أقل للبلدان ذات أنظمة الرعاية الصحية الأضعف (حريري وآخرون، 2020). وفي ظل كفاح العديد من البلدان مرتفعة الدخل من أجل توفير استجابات فعالة، بما في ذلك الاختبارات الجماعية والتباعد المكاني، فإنّ البلدان المتضررة من النزاع مثل سوريا تواجه تحديات إضافية. لا يزال أثر كوفيد-19 على السكان النازحين، لا سيما الأشخاص النازحين داخلياً الذين يعيشون في أوضاع هشة ومتضررة من النزاع، غير مفهوم على نحوٍ جيد (شامي وآخرون، 2020)، فالأشخاص النازحون داخلياً لا يتمتعون بنفس الحماية القانونية التي يتمتع بها اللاجئون الدوليون، مع وجود وضع ضعيف غالباً ما يعتمد على السلطات ذاتها التي تسببت بفرارهم من البداية (أورندين وجالانتي، 2020). ومن المرجح كذلك أن يفتقر الأشخاص النازحون داخلياً إلى المأوى الملائم، حيث يلجأ بعضهم إلى المخيمات والمدارس أو المساكن المشتركة والمستأجرة. إنّ مخيمات النزوح، التي هي عرضة للتزاحم وذات البنية التحتية السيئة، قد تزيد من تفاقم مخاطر ونتائج كوفيد-19 مقارنة بالأوضاع الأخرى. وعلى الصعيد العالمي، من بين 50.8 مليون نازح داخلياً في نهاية عام 2019، نزح 45.7 مليون بسبب العنف الناتج عن النزاعات المسلحة (IDMC 2020). هناك مخاوف متزايدة من أنّ النازحين في البلدان منخفضة الدخل قد يعانون بشكل خاص من حالات حادة للإصابة بفيروس كورونا والوفيات الناتجة عنها. (أورندين وجالانتي، 2020 ، عبارة وآخرون، 2020).
النّزاع والأشخاص النازحين داخلياً في سوريا
يتواجد أكبر عدد من النازحين داخلياً على مستوى العالم في سوريا (النازحون داخلياً – المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سوريا 2020)، وذلك مع 6.5 مليون نازح من أصل 17 مليون نسمة (سوريا. IDMC 2020). يُعزى النزوح إلى ما يقرب من عقد من النزاع المسلح، الذي نتج عنه إضعاف النظام الصحي في سوريا تقسيمه الى عدة مناطق من السيطرة العسكرية (دويدري وهاورد، 2019). تستضيف مناطق سيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا ما يقدر ب 4.2 مليون شخص، أكثر من 2.8 مليون منهم من النازحين داخلياً من جميع أنحاء البلاد (منظمة الصحة العالمية، 2019، مراقبة التنقل والاحتياجات، الجمهورية العربية السورية 2020). تؤوي مخيمات النازحين داخلياً في مناطق سيطرة المعارضة ما يقدر ب 1.5 مليون نازح سوري – أكثر من 75 بالمائة منهم من النساء والأطفال – وتحكمها منظمات غير حكومية محلية ودولية، في حين أن بعضها يحكمها سكان المخيمات بأنفسهم أو غير محكومة على الإطلاق (الجمهورية العربية السورية، ReliefWeb 2020). ولا تعمل وكالات الأمم المتحدة بشكل مباشر في مخيمات النازحين داخلياً، ولكنها توفر الدعم للمنظمات غير الحكومية. كما تواجه مخيمات النازحين داخلياً تحديات مختلفة، بما في ذلك الاكتظاظ، وعدم كفاية الغذاء، وعدم كفاية المياه النظيفة، وضعف البنية التحتية للرعاية الصحية (مرزوق وآخرون، 2020).
يُعتبر الاكتظاظ أمراً شائعاً، حيث يوجد ما يقدر بـ 327,000 نازح في خيم تؤوي كل منها ما بين 6 و 12 شخصاً (عبّارة وآخرون، 2020). وقد أدى النزوح ونقص سبل العيش والأمن الغذائي غير الكافي إلى زيادة اعتماد النازحين على المنظمات الإنسانية، مثل برنامج الأغذية العالمي الذي يقدم المساعدات الغذائية إلى 4 ملايين شخص يفتقرون إلى الأمن الغذائي في سوريا، بما في ذلك في مناطق سيطرة المعارضة (منظمة الأغذية والزراعة، 2019). ويُعزى عدم كفاية المياه النظيفة إلى التلوث الناجم عن تدهور البنية التحتية وفيضانات مياه الصرف أثناء النزاع الجاري (ReliefWeb 2020). وتشكل المرافق الصحية مصدر قلق خاصة في مناطق سيطرة المعارضة ، حيث تتقاسم مخيمات النازحين المتزايدة مراحيض عامة لا تستوفي أدنى المعايير الإنسانية (ReliefWeb، 2020).
يرجع ضعف البنية التحتية للرعاية الصحية إلى العواقب غير المباشرة للنزاع (مثل نقص الموظفين والإمدادات) والهجمات المباشرة. لغاية أبريل/نيسان 2020، كان هناك فقط 306 مرفق صحي مشغّل من أصل 568 مرفق صحي في مناطق سيطرة المعارضة (الاستجابة الإنسانية 2020). وقد غادر الآلاف من العاملين الصحيين سوريا، وعلى الرغم من التقديرات، فإننا لا نعرف الأرقام الحقيقية (أطباء من أجل حقوق الإنسان 2020). ولقد قُتل ما لا يقل عن 923 شخصاً في 595 هجوم على 350 مرفقاً صحياً منفصلاً منذ بداية النزاع، حيث ارتكب النظام السوري أو حلفائه 90% من هذه الهجمات (أطباء من أجل حقوق الإنسان 2020)، وبالتالي، لم تتمكن المرافق الصحية والعاملين الصحيين من تلبية الاحتياجات السكانية حتى قبل وصول جائحة كوفيد-19 إلى سوريا (قاسم، 2020).
الاستعداد والاستجابة لكوفيد-19 في مناطق سيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا
هناك العديد من التحديات التي تعيق قدرة النازحين على الاستجابة لمخاطر فيروس كورونا. ويعد التباعد المكاني والعزل الذاتي، الذي يمكن أن يحد من انتقال الفيروس (كولبورن، 2020، تشو وآخرون، 2020)، أمران شبه مستحيلان في مخيمات النازحين المكتظة (بلومنتال وموردوخ، 2020، قاسم وجعفر، 2020). يعيق الاعتماد على إمدادات المنظمات الإنسانية قدرة النازحين داخلياً على تقليل تنقلاتهم خلال أي عمليات إغلاق (AssetBurg وآخرون، 2020)، كما أنّ عدم كفاية مرافق المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، لا سيما في المخيمات أو الملاجئ الجماعية، يجعل من غسل اليدين المتكرر أمراً مستحيلاً إلى حد كبير (صحيفة نيويورك تايمز 2020). يؤدي عدم كفاية المرافق الصحية والعاملين الصحيين في مخيمات النازحين داخلياً إلى تفاقم تحديات الوقاية هذه من خلال الحد من فرص اكتشاف وعلاج الأفراد الذين يعانون من الأعراض. ومع ذلك، هناك بعض الأمثلة على المبادرات التي يقودها المجتمع المحلي مثل التركيز على معالجة المعلومات الخاطئة بخصوص فيروس كورونا ودعم المجتمعات ضمن هيكليات الحكم المحلي (قزيز وآخرون، 2020).
لا تزال القدرة على إجراء الفحوصات من الشواغل الرئيسية، إذ أنّ مناطق سيطرة المعارضة لا تتوفر فيها، على سبيل المثال، سوى مختبر واحد للفحوصات تبلغ قدرته 100 فحص يومياً لعدد سكان يبلغ 4 ملايين نسمة في بداية الوباء (الجمهورية العربية السورية، ReliefWeb 2020، الجزيرة 2020). تنبأت وحدة نظام المعلومات الصحية في مكتب تنسيق الشؤون الصحية في مناطق سيطرة المعارضة بالأثر المحتمل لفيروس كورونا على سكان المخيمات، بحدوث 240,000 إصابة (20% من سكان المخيم) في الأسابيع الستة الأولى، منها 36,000 حالة خطيرة، و 12,000 حالة حرجة، و 14,328 حالة وفاة (حريري وآخرون، 2020). ومع وجود 2,429 سريراً للمرضى الداخليين و 240 سريراً للعناية المركزة (أي 98 جهاز تنفس للبالغين و 62 جهاز تنفس للأطفال)، يمكن أن تطغى هذه الأرقام بسرعة على قدرات وإمكانيات مناطق سيطرة المعارضة (حريري وآخرون، 2020). من أجل تقديم دعم أفضل للوقاية من كوفيد-19 بين النازحين في سوريا، نحتاج إلى معرفة المزيد عن تجاربهم المعاشة وعن تصوراتهم لتدابير الوقاية والتخفيف المحتملة.
الأهداف
تهدف هذه الدراسة إلى استكشاف التحديات والحلول المحتملة للحد من انتشار فيروس كوفيد-19 في مخيمات النازحين في مناطق سيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا. وكانت الأهداف هي: (i) تحديد الظروف المعيشية القائمة التي يمكن أن تشكل تحدياً لجهود الوقاية من فيروس كورونا؛ (ii) وصف المعارف المجتمعية والاستعدادات لكوفيد-19، بما في ذلك التصورات بشأن تدابير الحماية المشتركة ضد انتقال فيروس كورونا؛ و (iii) توثيق أي اقتراحات واعدة للتخفيف من وطأة فيروس كورونا بالنسبة للمجتمعات المحلية في المخيمات. و كذلك تمت مناقشة الآثار المترتبة على صانعي السياسات والممارسين الذين ينفذون تدابير للتخفيف من وطأة فيروس كورونا على مستوى المجتمع المحلي في مخيمات النازحين داخلياً.
المناهج
تصميم الدراسة والتوجه المنهجي
لقد اخترنا تصميم دراسة نوعية مستنيراً بمقاربة للظواهر (interpretative phenomenological approach) كما وصفها سميث وآخرون، وذلك باستخدام مقابلات نصف-منظّمة شخصية و عن بعد مع رواة رئيسيين من البالغين من الرجال والنساء الذين يعيشون في مخيمات النازحين في مناطق سيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا .
سؤال البحث
كان سؤالنا البحثي: “كيف يصف أفراد المجتمع النازحون المخاطر الناجمة عن كوفيد-19 والاستجابات الوقائية ضمن مخيمات النازحين داخلياً قبل وصول الجائحة إلى شمال غرب سوريا؟”
الجدول 1
تفاصيل المشاركين/ات
المعرّف | النوع الإجتماعي | موقع المخيم | نوع المأوى | عدد الأشخاص | مرحاض مشترك |
CR9 | رجل | حزرة (الدانة) | خيمة | 9 | نعم |
CR11 | رجل | حزرة (الدانة) | خيمة | 6 | نعم |
CR20 | إمرأة | حزرة (الدانة) | خيمة | 6 | نعم |
CR12 | رجل | حزرة (الدانة) | خرساني مع سقف قماشي | 8 | لا |
CR13 | رجل | جسر الشغور | خيمة | 6 | نعم |
CR19 | إمرأة | مشهد الروحين | خيمة | 10 | نعم |
CR6* | إمرأة | سرمدة | خيمة | 15 | لا |
CR7* | إمرأة | سرمدة | خيمة | 12 | نعم |
CR1* | إمرأة | سرمدة | خيمة من غرفتين | 22 | لا |
CR2* | إمرأة | سرمدة | خيمة | 10 | نعم |
CR3* | رجل | سرمدة | خيمة | 10 | نعم |
CR5* | إمرأة | سرمدة | خيمة | 12 | نعم |
CR4* | إمرأة | سرمدة (طيبة) | منزل متنقل | 10 | لا |
CR14* | إمرأة | سرمدة (طيبة) | منزل متنقل | 4 | لا |
CR15* | إمرأة | سرمدة (طيبة) | منزل متنقل | 2 | لا |
CR8 | رجل | ترمانين | شقة | 4 | لا |
CR10 | رجل | ترمانين | خرساني مع سقف قماشي | 5 | لا |
CR16 | إمرأة | ترمانين | شقة | 4 | لا |
CR17 | إمرأة | ترمانين | شقة | 4 | لا |
CR18 | إمرأة | ترمانين | شقة | 7 | لا |
ملاحظة: * تشير إلى أنّ المقابلة أُجريت بشكل شخصي.
اختيار المشاركين/ات
لقد أخذنا عينات المشاركين/ات على مرحلتين، حيث واجهت عمليات اخيار المشاركين/ات تحديات بسبب عوامل السرية والأمان، ومحدودية الوصول إلى الكهرباء/الإنترنت، والقيود الزمنية. قمنا أولاً بالتواصل مع عينة من معارف الباحثين الشخصية عن طريق تطبيق واتساب ، أخذت هذه العينة بشكل مقصود لتوفير نطاق واسع من وجهات النظر؛ وقد وفر ذلك 14 مشاركاً. وثانياً، استخدمنا طريقة “كرة الثلج” حيث طلبنا من كل مشارك ترشيح مشاركين اثنين آخرين محتملين ، حيث وفرت هذه الطريقة 6 مشاركين. لقد عملنا على ضمان أنّ ما لا يقل عن نصف المشاركين/ات هم من النساء، و ذلك لمواجهة النقص المتكرر في تمثيل النساء السوريات في الأبحاث و لأن النساء كن أكثر ميلاً إلى معرفة المعلومات التي كنا ندرسها. 21 شخصاً رفضوا المشاركة بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة أو عدم الإلمام / عدم الراحة تجاه المقابلات البحثية.
جمع البيانات
لقد طورنا دليل مواضيع باللغة العربية، يستند إلى المؤلفات واستشارات الخبراء، وذلك بهدف دراسة الظروف المعيشية للأشخاص النازحين داخلياً، والوصول إلى المعلومات ذات الصلة بكوفيد-19، استراتيجيات الوقاية، تجارب الإغلاق، وأي تغييرات سلوكية خلال شهر رمضان (شهر الصوم الإسلامي المقدس)، مع السماح باستكشاف المفاهيم الناشئة. وقد جرى تجريب الدليل المواضيعي في مقابلتين وتم تنقيحه بشكل متكرر. كان متوسط مدة كل مقابلة 35 دقيقة. وبما أنّ المشاركين/ات كانوا يقيمون في سوريا، والمؤلفين في المملكة المتحدة وسوريا، فقد أجريت معظم المقابلات باستخدام البرنامج المجاني “واتساب” (وهو تطبيق للمراسلة عبر الأنظمة والمكالمات الصوتية عبر بروتوكول الإنترنت)، وتم إجراء بعضها بشكل شخصي مع الحفاظ على التباعد الجسدي بسبب فيروس كورونا وفقاً للمبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية (منظمة الصحة العالمية 2020).
أجرى كل من يزن دويدري، محمد الطويش، وحلا مخللاتي مقابلات في نيسان/أبريل – أيار/مايو 2020 ( الجدول 1 ). وللحصول على موافقة مستنيرة، أرسلنا إلى المشاركين/ات المحتملين نسخاً إلكترونية من أوراق معلومات الدراسة ونماذج الموافقة عن طريق واتساب ورتبنا اجتماعات فردية لتناول الأسئلة والشواغل، ثم قمنا بتسجيل الموافقة الشفهية، لمن يرغب في المشاركة، قبل المقابلة. لم نحاول الحصول على الموافقة الخطية، حيث: (1) لم يتمكن المشاركون/ات عن بُعد من طباعة نماذج الموافقة وكانوا يواجهون صعوبة بالغة في إكمالها على هواتفهم؛ و(2) ينبغي أن تكون المقابلات المباشرة متباعدة جسدياً للحد من خطر انتقال فيروس كوفيد-19.
لقد أجرينا المقابلات في الأوقات التي اختارها المشاركون/ات، وقمنا بتسجيلها رقمياً بموافقتهم، وأخذنا ملاحظات مكثفة باللغة العربية لتحديد النتائج. وقد سُجلت المقابلات دون الكشف عن هوية المشاركين/ات، وذلك باستخدام رموز تعريف رقمية قام الفريق بتدوينها. تم تخزين التسجيلات الصوتية والمحاضر والملاحظات في الملفات المحمية بكلمة مرور على خوادم (مدرسة لندن لحفظ الصحة وطب المناطق الحارة). كما كانت هناك طبيبة نفسية متخصصة في العلاج النفسي، تحت الطلب، متوفرة لتقديم الدعم النفسي عن بعد للمشاركين أو من يُجرون المقابلة ممّن يحتاجون إليه، رغم أنّ أياً منهم لم يستخدم هذا الدعم.
التحليلات
لقد حددنا تشبع البيانات باستخدام شبكة تشبع كما فوتش و نيس (2015). قام كل من يزن دويدري، محمد الطويش، وحلا مخللاتي بتحليل البيانات موضوعياً باللغة العربية وفقاً للمراحل الست التي وصفها سميث وآخرون: (1) القراءة وإعادة القراءة؛ (2) الملاحظة الأولية؛ (3) تطوير المواضيع؛ (4) البحث عن صلات بين المواضيع المختلفة؛ (5) الانتقال إلى الحالة التالية؛ و (6) البحث عن أنماط عبر الحالات. قمنا بتطوير مواضيع وربطنا بعضها ببعض باستخدام مزيج من التجريد والاستيعاب والاستقطاب، مع وضع مواضيعنا في سياقها بناءً على مواضيع دليل الأسئلة والملاحظات الشاملة التي تم تدوينها أثناء المقابلات. تمت ترجمة الاقتباسات ذات الصلة إلى اللغة الإنجليزية بواسطة اثنين من المؤلفين المشاركين/ات ثنائيّ اللغة. تمت مراجعة الموضوعات من قبل نور حورانية وتم الاتفاق على التناقضات بين الباحثين/ات، حيث تلتزم التقارير (بالمعايير الموحدة للإبلاغ عن الدراسات النوعية) (تونغ وآخرون، 2007).
الإنعكاسية
إن من يُجرون المقابلات، وهم رجلين وامرأة واحدة، عاملون صحيون، سوريون، حاليون أو سابقون، لديهم معرفة متعمقة بالسياق الاجتماعي والسياسي السوري، وقد تجاوب المشاركون/ات معهم بصفتهم كذلك. ويبدو أنّ هذا كان سبباً في وضعهم محل ثقة، والاستعداد للمشاركة، والمناقشة. كان لدى من يُجرون المقابلات خبرة في إجراء مقابلات نوعية في سورية. يحمل كل من يزن دويدري وحلا مخللاتي درجة الماجستير في الصحة العامة، ويحمل محمد الطويش درجة الماجستير في تقويم الاسنان، مما أثر على تأويلهم. قاموا جميعهم بإجراء المقابلات مع النساء، في حين أنّ الرجال هم فقط الذين أجروا مقابلات مع الرجال، على الرغم من عدم وجود اختلافات في ردود النساء، كما أن فيروس كورونا لم يُعتبر موضوعاً يراعي النوع الاجتماعي في السياق السوري. لم يكن لدى أي من الذين يُجرون المقابلة علاقات شخصية مع أي مشارك.
الأخلاقيّات
لقد حصلنا على الموافقة الأخلاقية من لجنة أخلاقيات البحث الرقابي في مدرسة لندن لحفظ الصحة وطب المناطق الحارة (المرجع – 17360).
نتائج البحث
خصائص المشاركين/ات
قمنا بإجراء 20 مقابلة، 11 منها كانت عبر تطبيق “واتساب” و 9 مقابلات كانت بشكل شخصي (الجدول 1). كانت ثلاثة عشر مشاركةً (65%) من النساء. يعيش تسعة مشاركين في سرمدا، 5 في ترمانين، 4 في حزرة، 13 في خيم أو هياكل تشبه الخيم، 4 في شقق، و 3 في منازل متنقلة (كرفانات). كان متوسط عدد الأشخاص الذين يتشاركون في كل مكان إقامة 8.3 شخصاً مع ما يقرب من نصفهم (9 أسر) يتشاركون مرافق المراحيض مع أُسر أخرى.
التحليل الموضوعي
سوف يتم عرض النتائج في إطار خمسة مواضيع: (1) الظروف المعيشية التي يمكن أن تؤثر على الوقاية من فيروس كوفيد-19؛ (2) مفاهيم و معلومات الوقاية من كوفيد-19؛ (3) السلوك الفردي والمنزلي للوقاية من كوفيد-19؛ (4) الاستجابات الرسمية لمخاطر كوفيد-19؛ و(5) آثار مخاطر واستجابات كوفيد-19 على الحياة اليومية.
الظروف المعيشية التي يمكن أن تؤثر على الوقاية من فيروس كوفيد-19
إن ظروف المخيمات التي وصفها المشاركون/ات بأنها محددة للاستجابة الفعالة لفيروس كورونا، هي الاكتظاظ ضمن مساحات السكن، والإدارة غير المؤهلة للصرف الصحي والنفايات، وعدم كفاية المياه ورداءة جودتها، ونقص مواد التنظيف.
الاكتظاظ ضمن مساحات السكن: لقد نزح أكثر من نصف المشاركين/ات إلى المخيمات منذ بدء النزاع في عام 2011، في حين نزح الآخرون عدة مرات (4-5 مرات مثلاً) قبل وصولهم الى مكان سكنهم الحالي . ولاحظ الباحثون/ات أنّ طول فترة النزوح تتوافق على ما يبدو مع ظروف معيشية أفضل. فعلى سبيل المثال، يعيش النازحون القديمون مع أسرة مباشرة (مثل الأزواج والأطفال) أو أسرة ممتدة (مثل الوالدين والإخوة)، في حين أنّ الوافدين الجدد غالباً ما يتقاسمون مساحة سكن مع أسرة أخرى أو أُسرتين. وقد كان نصف المشاركون/ات من النازحين القديمين يعيشون عموماً في ملاجئ مساحتها 9-24 متراً مربعاً تحتوي على مطبخ خاص ومراحيض وحمام؛ وكانت هذه إمّا عبارة عن “منازل متنقلة” (كرافانات) قابلة للتنقل مصنوعة من الألياف الزجاجية أو غرف مفصولة مؤلفة من طابق واحد إلى اثنين من الخرسانة بسقف صلب أو من قماش الخيم. وُصفت هذه الملاجئ بأنها أفضل من الخيم. كان المشاركون/ات من النازحين الجدد يعيشون بشكل عام في خيم بحجم 4 × 4 متر مربع أو 4 × 6 متر مربع أو 4 × 9 متر مربع، ويشتركون في مراحيض عامة وحواجز استحمام مقسمة بحسب النوع الاجتماعي موزعة في جميع أنحاء المخيم. كما وصف أحد المشاركين/ات:
“لدينا 260-270 خيمة في المخيم هنا. وتوجد في كل خيمة عائلة. تتكون كل عائلة من 3-11 شخصاً. لدينا 4 مباني للمراحيض. يحتوي كل مبنى على مرحاضين للرجال ومرحاضين للنساء. لدينا الكثير من المشاكل المتعلقة بالمراحيض. ففي معظم الأحيان، ترى الأشخاص يصطفون في طابور مزدحم للغاية. قد يقف المرء لمدة 15-30 دقيقة في الطابور…” CR11
الإدارة غير المؤهلة للصرف الصحي والنفايات: أفاد المشاركون/ات بأنّ عمليات التخلص من النفايات لم تكن تُدار بشكل سليم داخل المخيمات، حيث ذكر أحد المشاركين/ات سواقي من مياه الصرف الصحي تجري بين الخيم. وأعرب المشاركون/ات عن قلقهم إزاء خطر انتشار الأمراض بسبب هذا الوضع الغير صحي. ألقى المشاركون/ات باللّوم على المنظمات غير الحكومية لعدم اتساق إدارة النفايات وعدم حل مشاكل التخلص من النفايات، وذلك على الرغم من الطلبات العديدة، ممّا اضطر سكان المخيم إلى محاولة التخلص من النفايات بأنفسهم دون نجاح.
“إن المراحيض وأماكن الاستحمام قذرة جداً وغير صحية على الاطلاق. لا يمكننا الاستحمام هناك. أنا أنظف نفسي في خيمتي، وكذلك بقية عائلتي… وبعض الناس يحفرون مراحيض خاصة بهم بطريقة رديئة جداً، ممّا يجعل جميع فضلات المجاري تتدفق دائماً.” CR17
عدم كفاية المياه: أفاد نصف المشاركين/ات عن إمكانية وصولهم إلى خزانات مياه مشتركة مكلورة، يعاد ملؤها بصورة غير منتظمة من قِبل المنظمات غير الحكومية. وأفاد آخرون بأن لديهم خزانات مياه منزلية، إمّا تقدمها المنظمات غير الحكومية أو يشتريها المشاركون/ات بصورة مستقلة. وفي بعض الأحيان، توفر المنظمات غير الحكومية مياه الشرب وأحياناً يضطر المشاركون/ات إلى شراء مياه غير مكلورة. و ذكر المشاركون/ات غلي الماء قبل شربه، في حين وصف أحدهم اضطراره إلى شراء مياه شرب غالية الثمن مصفاة لتعرضه لمشاكل في الكلى سابقاً. وصف المشاركون/ات نوعية المياه بأنها مصدر قلق كبير، حيث أفاد بعضهم عن وجود الأوساخ والشوائب في المياه، في حين ذكر آخرون عن تعرضهم لتهيج الجلد، والذي قد يكون ناتجاً عن كميات الكلور الكبيرة في المياه.
“يخرج من الصنبور ماء قذر وغير قابل للشرب. نحن نستخدمها للاستحمام، و لكنها تسبب لنا الطفح الجلدي…” CR20
نقص مؤن التنظيف: سلّط جميع المشاركين/ات الضوء على أنهم لا يستطيعون الحصول على مواد تنظيف كافية لأنها مكلفة للغاية. وأفاد بعضهم بأنهم تلقوا مجموعات من مستلزمات النظافة الصحية من المنظمات غير الحكومية في عملية توزيع لمرة واحدة. قال المشاركون/ات إنهم اشتروا منتجات التنظيف الأساسية فقط، مثل الصابون والشامبو، وأقل بكثير مما اشتروا قبل النزوح، ممّا أدى في بعض الأحيان إلى نفاذ مؤن التنظيف.
“إذا قلت لكم إننا نحصل على ما يكفي من مواد [التنظيف]، فسأكذب عليكم. نحن بالكاد نستطيع الحصول على الصابون، وفي أفضل الحالات الشامبو. من الصعب الحصول على مطهرات مثل منتجات الكلور، فنحن لا نفكر فيها حتى لأن هناك أشياء أخرى نحتاجها مثل الطعام.” CR12
المعرفة والتصورات الخاصة بالوقاية من فيروس كوفيد-19
وصف المشاركون/ات مجموعة من مصادر المعلومات، و كان لديهم معلومات وتصورات حول الفيروس دقيقة بشكل معقول. هذه المعلومات اختلفت حسب الجنس. شرح lالمشاركون/ات التحديات المتمثلة في عزل أفراد الأسرة الأكثر عُرضة للخطر والذين من المحتمل أن يكونوا مصابين، ومخاطر فرض حظر التجول أو الإغلاق.
مصادر المعلومات حول كوفيد-19: ذكر المشاركون/ات في معظم الأحيان التلفزيون والإنترنت بوصفهما مصدرين للمعلومات المتعلقة بفيروس كوفيد-19، تليهما حملات للتوعية من المنظمات غير الحكومية داخل المخيمات أو خارجها. أما المشاركون/ات القليلون الذين لم يتمكنوا من الاتصال بالإنترنت أو التلفزيون فقد اعتمدوا على المعلومات التي روجها جيرانهم وأقاربهم. وكانت مصادر الإنترنت الرئيسية مثل فيسبوك، واتساب، يوتيوب، تيليغرام، ووسائل الإعلام الراسخة مثل بي بي سي، فرانس 24، الجزيرة. وقد كان فيسبوك أكثر مصادر المعلومات المذكورة.
“[أحصل على المعلومات] من الإنترنت في الغالب، لأننا لا نملك الكهرباء [للتلفزيون]. ومن بين كل 2-3 مساكن، يمكن لواحد فقط الحصول على الكهرباء حيث يأتي الجيران ويشحنون بطاريات [هواتفهم] […] إذ لا يوجد لدينا تلفزيون. نحصل على جميع الأخبار من خلال هواتفنا المحمولة.” CR10
المعرفة المذكورة حول كوفيد-19: ذكر حوالي نصف المشاركين/ات معلومات دقيقة عن الوقاية من كوفيد-19، و العزل، و ممارسات النظافة، وحماية الأشخاص الأكثر عُرضة للخطر. ولاحظ الباحثون/ات وجود صلة بين الجنس والمعلومات المذكورة، حيث كان لدى للرجال وصول أكبر لمعلومات أكثر دقة وشمولية. قد يُعزى ذلك إلى حملات التوعية الموجهة نحو الرجال ومعايير التنشئة الاجتماعية السورية التي تفرق بين الجنسين. قدّم العديد من المشاركين/ات بعض المعلومات الخاطئة عندما سُئلوا عن انتقال كوفيد-19 والوقاية منه والأشخاص الأكثر عُرضة للخطر. ومن بين الأمثلة على تلك المعلومات الخاطئة: توقع وفاة معينة وسريعة بعد الإصابة بالعدوى، تأثر جميع الأعمار على نحو مماثل، وتقنيات النظافة غير الدقيقة مثل الغسل بالماء فقط (دون الصابون). ولم يتمكن العديد منهم من التعرف على أفراد الأسرة الأكثر عُرضة للخطر. وذكر كثيرون أنهم سيطلبون المساعدة الفورية من المرافق الصحية إذا أصيبوا بالفيروس، وهو ما يتعارض مع الإرشادات المحلية التي تنصح المرضى الذين تظهر عليهم الأعراض بالعزل الذاتي في الحالات الغير شديدة.
“أول شيء أفعله هو أخذهم [الاشخاص المصابين] إلى المستشفى حيث يمكن علاجهم” CR16
التصورات حول كوفيد-19: أعرب العديد عن عدم تصديقهم لوصول فيروس كورونا إلى مناطقهم والتأثير على أسرهم. وقد وصفوا ذلك بأنه “غير عادل بالمرة” أو “سيء لدرجة عدم التصديق”، وذلك نظراً لوضعهم المليء بالتحديات.
“بصراحة، لست وحدي من لا يلتزم بتدابير الوقاية من العدوى. الجميع هنا في المخيم يفعلون ذلك. نحن نعتقد، خاصة بعد النزوح الداخلي وكل شيء مررنا به، أن هذا الفيروس لن يهاجمنا…” CR16
أشار العديد من المشاركين/ات إلى أن فيروس كورونا بحد ذاته لم يكن مصدر قلقهم الرئيسي. وكانت شواغلهم الرئيسية هي تحسين البنى التحتية، لا سيما تحسين إدارة الصرف الصحي والنفايات، توفير المياه النظيفة، والمراحيض الخاصة ومرافق الاستحمام. وشدد معظمهم على أن تسهيل سبل كسب العيش وتحسين الفرص الاقتصادية أمران جوهريان لسكان المخيمات.
“لدى الناس في المخيمات قضايا أكثر إلحاحًا للتفكير فيها. نحن بحاجة إلى العمل والحصول على المال. نحن بحاجة إلى مياه نظيفة.” CR17
التصورات حول عزل أفراد الأسرة المصابين أو الأكثر عُرضة للخطر: أشار المشاركون/ات إلى أن عزل أفراد الأسر الأكثر عُرضة للخطر سيكون أمراً صعباً بسبب اكتظاظ المخيمات، الملاجئ الصغيرة، والعيش الجماعي.
“إذا أصيب احد في المخيم بالعدوى، فإمّا نعزله بالتعاون مع سكان المخيم، أو ننقل خيمتنا إلى مكان بعيد في الجبل”. CR13
واقترح أحد المشاركين/ات توفير خدمات للأفراد الأكثر عُرضة للخطر للحد من حاجتهم إلى الخروج بين الحشود، لشراء المواد الغذائية مثلاً. وأشار مشارك آخر إلى أنه سيكون من الممكن تبادل الخيم لإفساح المساحة أمام الأفراد الأكثر عُرضة للخطر.
“نحن جميعاً عائلة وأقرباء هنا [في المخيم]… نحن في خطر. وإذا كان علينا ذلك، يمكننا إخلاء خيمة واحدة لهم [الأفراد الأكثر عُرضة للخطر] والبقية منا يتشاركون خيمة واحدة مع بعضهم البعض” CR11
لقد أشار معظم المشاركين/ات إلى أنهم سيعزلون أنفسهم في خيمة منفصلة بعيداً عن المخيم إذا شكوا في إصابتهم بفيروس كورونا وسيستخدمون مواد منفصلة مثل الأواني. غير أنه بالنظر إلى التحديات التي تواجههم للحصول على خيم، يبدو هذا الحل صعباً أو غير محتمل (أي أنه، بالنسبة إلى القادرين على شراء خيمة أخرى أو “خيمة واحدة” فقط، قد يعني ذلك ربط جميع الأقمشة المتاحة معاً كمأوى غير ملائم يشبه الخيمة). وأشار العديد من المشاركين/ات إلى أنهم سيوجهون الحالات المشتبه في إصابتها بكوفيد-19 إلى المرافق الصحية ليتم عزلها هناك، حيث أن هذه هي مسؤولية المرفق الصحي. وأفاد جميع المشاركين/ات بأنّ العزل الذاتي داخل المأوى المنزلي أمر مستحيل.
“يمكنني أن أفصِل الطبق والملعقة والكأس [الخاصين بشريك السكن المحتمل إصابته بالعدوى]. ولكن، لا توجد طريقة في هذا المنزل المكون من غرفة واحدة لعزلهم في مساحة 2×2 متر” CR18
التصورات حول عمليات الإغلاق وحظر التجول: لقد ناقش المشاركون/ات إمكانية الإغلاق (إجراء طوارئ واسع النطاق، وإغلاق الأماكن الخاصة والعامة وإبقاء الناس في منازلهم قدر الإمكان مع الحفاظ على الخدمات الأساسية) أو حظر التجول (أمر إداري أضيق، يُفرض بشكل متكرر، أثناء أعمال الشغب أو العنف في ساعات ومناطق محددة، لإبقاء الناس في منازلهم، وتكون الأماكن العامة والخدمات الأساسية مثل الأسواق والمدارس مغلقة لعدد محدد من الساعات). لم يميز المشاركون/ات في ردودهم بين الإغلاق التام وحظر التجول، بل سلطوا الضوء على التحديات المتعلقة بتنفيذ أي من التدبيرين وتساءلوا عن جدواهما في المخيمات نظراً للاكتظاظ القائم، مشاركة المراحيض ومرافق الاستحمام، وغياب هيئات إنفاذ القانون بشكل تام.
“إنّ إثنين أو ثلاثة أفراد من كل بيت يذهبون إلى العمل يومياً لإعالة عائلاتهم. كيف ستفرض حظر التجول؟ سيكون ذلك جريمة!” CR13
وأعرب المشاركون/ات عن قلقهم بوجه خاص إزاء احتمال فقدان الدخل والمساعدات الغذائية المحدودة بالفعل في حالة الإغلاق التام. نظراً لأنه لم يكن بالإمكان القيام بالعمل عن بعد، و لأن المعونة الغذائية تتطلب الوقوف في طوابير، كما أنّ تخزين الأغذية لم يكن ممكناً في ملاجئ المخيمات.
“[الإغلاق] سيكون صعباً. أعني أنّه إذا تم تطبيقه على جميع الأشخاص وكان على الجميع تنفيذه، عندها سيفعلونها. ولكن كيف يأكل الناس بعد ذلك؟ كيف سيحصلون على المال للبقاء على قيد الحياة؟” CR19
لقد أستخدم المشاركون/ات كلمات مثل “جوع”، أو “البقاء على قيد الحياة”، أو “كل ما لدي من مال” بهدف تسليط الضوء على التهديد الذي يمثله تمديد حظر التجول أو الإغلاق.
“إذا جلسنا في البيت، فسنموت جوعاً” CR10
أشار العديد من المشاركين/ات إلى الآثار الوقائية الإيجابية المحتملة التي قد تترتب على الإغلاق، وذلك إذا تم تطبيقها بشكل صحيح من خلال السماح بتوفير الخدمات الأساسية مثل المساعدات الغذائية للمحتاجين. لكن حتى هؤلاء المشاركين/ات أشاروا إلى أنّ ذلك سيكون صعباً في المخيمات.
“قد يكون حظر التجول مفيداً في حل مشكلة فيروس كورونا والتغلب عليها، لكنه يؤثر تأثيراً سلبياً قوياً على مستوى الفقر والجوع. إذا بقينا في البيت لا نشعر بالارتياح، وإذا خرجنا للعمل لا نشعر بالارتياح.” CR13
في حين لم تتم مناقشة آثار إغلاق المدارس بشكل منفصل عن الأشكال الأخرى من الإغلاق، فإنّ الأطفال في المخيمات إمّا يذهبون إلى “مدارس” غير رسمية في المخيمات، أو إلى مدارس رسمية في القرى المجاورة، أو يعملون لمساعدة عائلاتهم على البقاء على قيد الحياة دون أي تعليم إضافي. ونظراً للقيود التعليمية القائمة، لم يقم سوى مشارك واحد بتسليط الضوء على الآثار الضارة الناجمة عن إغلاق المدارس على الأطفال والشباب في المخيمات، وأنّ التعليم على الإنترنت ليس أمراً مُيسّراً.
سلوكيات الوقاية من كوفيد-19
أفاد العديد من المشاركين/ات بأنهم اتخذوا تدابير للوقاية من كوفيد-19، بما في ذلك غسل الأيدي، والتباعد الجسدي، والبقاء في المنزل قدر الإمكان، وتجنب الحشود، وتجنب المصافحة. وأبلغ أحد المشاركين/ات عن الاستعاضة عن الزيارات المنزلية باتصالات عبر الإنترنت وقام آخر بالتقليل من التسوق.
“نحن لا نذهب إلى السوق ما لم يكن ذلك ضرورياً على نحو استثنائي. تقتصر زياراتنا إلى السوق على مرة أو مرتين في الأسبوع.” CR10
اقترح بعض المشاركين/ات تحسين التغذية والمناعة، وضمان توفير الأدوية المنتظمة للأشخاص الأكثر عُرضة للخطر ، بهدف الوقاية من فيروس كورونا. وأبلغ عدد قليل عن ممارسات صحية تتسم بالوسواس المتزايد، مثل غسل الخضروات حتى 10 مرات. ووصف البعض كيف تغير سلوكهم بينما لم يتغير سلوك آخرين.
“نعاني أنا وزوجي من الربو؛ كما أعاني من الفشل الكلوي والسكري. أصبح زوجي خائفاً جداً. فاشترى لنا معقمات ومطهرات. لقد حدّدنا اتصالنا بالناس. لكن آخرين في المخيم ليسوا حذرين على الإطلاق. يقولون أنه لا يوجد فيروس كورونا، على الأقل في منطقتنا.” CR20
أشار نصف المشاركين/ات تقريباً إلى أنهم لم يغيروا سلوكهم/ن لأنه لا جدوى من ذلك.
“هل تعرف لماذا؟ لأننا تركنا أغلى الأشياء في حياتنا، بيوتنا. لقد طُردنا من منازلنا. لم يبق لدينا شيء. لم يعد هناك شيء مهم.” CR9
الاستجابات الرسمية لمخاطر كوفيد-19
استجابات السلطات المحلية: إنّ السلطة مجزأة جدًا في المنطقة، ويمكن أن تكون السلطة لحكومة الإنقاذ أو لإدارة المخيمات أو لمديريات الصحة. في البداية أغلقت السلطات المحلية الحدود والمساجد والأسواق الكبيرة في مناطق سيطرة المعارضة ، رغم ذلك، تم إعادة فتح المساجد والأسواق بعد شهر واحد. وقد منع المسؤولون في أحد المخيمات البائعين المتجولين كمصدر محتمل للعدوى من خارج المخيم وبين عدة مخيمات وقرى. وحاولوا بالمثل الحد من الاتصالات الاجتماعية من خلال نصح الناس بالحد من الحركة داخل المخيمات وخارجها. أشار عدد قليل من المشاركين/ات إلى أنهم لم يلاحظوا أي تغييرات ذات صلة بفيروس كورونا.
“لم نشعر بأي تغيير، لأن مخيمنا منعزل ولا يوجد لدينا اتصال خارج المخيم.” CR13
استجابات المنظمات غير الحكومية: ذكر المشاركون/ات أنه قد طُلب منهم الحفاظ على مسافة متر واحد عند الاصطفاف، وتقليل التجمعات، وزيادة التعقيم، ووضع الكمامات، وقدموا وصفاً لحملات التوعية التي تقودها المنظمات غير الحكومية الإنسانية بشأن فيروس كورونا.
“كان كل الناس يجتمعون من أجل عمليات [توزيع المساعدات]، والآن يرتدي [العاملون في المنظمات غير الحكومية] كمامات ويضعون عازلاً. ومن غير مسموح للأطفال بالتواجد. يأتي الناس لاستلام [المساعدات] دون تجمع، حيث يتم استدعاء كل اسم للاستلام.” CR2
لم يتم الإبلاغ عن أي مساعدة محددة في وقت إجراء المقابلات لتنفيذ طلبات التباعد والنظافة (مثل توزيع القناع المجاني القابل لإعادة الاستخدام، ومجموعات النظافة الشخصية).
“لا شيء على الإطلاق. بدأنا نحصل على المساعدات، وبينما كنا ننتظر في الطابور، طلبوا منا أن نُبقي مسافة متر بين بعضنا البعض…” CR17
لم يُبلَغ سوى مشارك واحد عن أنّه يتم إيصال المعونة الغذائية بدلاً من مطالبة السكان الانتظار في طابور لاستلامها.
“يتم الآن إيصال الخبز إلى المنازل المتنقلة، في حين كان يتوجب على الناس أن يذهبوا ويستلموه في السابق.” CR4
استجابات المرافق الصحية: لاحظ المشاركون/ات زيادة في إجراءات التعقيم في المرافق الصحية، بما في ذلك عمال الصحة الذين يرتدون الكمامات باستمرار، وعن تجمعات أقل، وافتتاح مركزين للحجر الصحي في المنطقة.
آثار كوفيد-19 على الحياة اليومية
لم يكن قد تم الإبلاغ بعد عن حالات في هذه المخيمات في وقت إجراء المقابلات، وكانت الآثار على الحياة اليومية إمّا متوقعة أو نتيجة لتغيرات سلوكية وبيئية تحضيرية. وبالتالي، أعرب المشاركون/ات عن مزيج من المخاوف، والنبذ، والاستسلام تبعاً للتغييرات التي تم تطبيقها بالفعل في مخيماتهم. وتركزت النقاشات على الدخل والنفقات، التوقعات بخصوص شهر رمضان، والضائقة النفسية.
الدخل والنفقات: وصف بعض المشاركين/ات انخفاض أو خسارة دخل العمل بسبب فيروس كورونا، خاصة أنّ الطلب على العمل قد تراجع بسبب إغلاق الحدود. وكان تضخم أسعار السلع الأساسية المُبلغ عنه مصدر قلق رئيسي لعدد من المشاركين/ات.
“لم يتغير شيء سوى الأسعار التي ارتفعت أكثر فأكثر بسبب الحدود المغلقة”. CR19
شهر رمضان: كانت لدى المشاركين/ات تجارب مختلطة من الشهر الفضيل خلال جائحة كوفيد-19. وقد أفاد البعض أنهم شعروا بانخفاض الروحانية بسبب انخفاض أو عدم وجود صلوات جماعية في المساجد وعدم التيقن من مسألة إغلاق المساجد ومخاطر الحضور. كان المشاركون/ات قلقين بشكل خاص من احتمال أن تؤدى صلاة التراويح (صلاة ليلية خاصة بشهر رمضان) في المنزل. سلط العديد الضوء على التأثير الوقائي المحتمل على انتقال فيروس كورونا مع تراجع الحركة خارج المنزل بشكل طبيعي خلال شهر رمضان. لكن البعض لم يبلغوا عن تغييرات يمكن ملاحظتها.
“الحياة في المخيم طبيعية. الأطفال يلعبون مع بعضهم البعض، الرجال يشربون الشاي معاً خارج الخيم، وصلاة التراويح مستمرة.” CR13
الضائقة النفسية: تحدث البعض عن علامات التوتر العاطفية، بما فيها الخوف والقلق المتزايدين، والأرق، والكوابيس، والحزن.
“رغم أنّ المرض لم يصل بعد إلى المنطقة، فنحن نعيش في خوف ورعب… لأننا نعيش في المخيمات”. CR10
غير أنّ الاستجابات للضغط تختلف، حيث أوضح أحد المشاركين/ات الأولوية العملية الضمنية للمخاطر المشتركة داخل المخيمات.
” عشر سنين حرب! متوقع الناس تحاف من (جرثومة)!؟ كل شيء صار مقبول. حتى الموت صار مقبول.” CR14
المناقشة
مساهمة الدراسة
إنّ هذه الدراسة فريدة من نوعها في استكشاف التصورات والتجارب التي عاشها السوريون النازحون داخلياً في الأسابيع التي سبقت وباء فيروس كورونا في شمال غرب سوريا. هذا التركيز على أصوات النازحين مهم بشكل خاص لأنهم غالباً ما يتم نسيانهم أو إقصائهم في أبحاث الصحة العامة في المناطق المتضررة من النزاع مثل سوريا. هذه الدراسة مميزة أيضاً من حيث أنه يقودها عاملون صحيون، سوريون، حاليون أو سابقون، لديهم معرفة متعمقة بالنزاع السوري والأنظمة الصحية.
النتائج الرئيسية
حدّد سكان المخيم ظروف معيشتهم كأحد الشواغل الرئيسية القائمة التي تفاقمت بسبب تهديد فيروس كوفيد-19. عاش العديد منهم في خيم مزدحمة من غرفة واحدة، حيث تشاركوا المراحيض العامة ومرافق الاستحمام غير الصحية، ممّا قيد بشدة قدرتهم على ممارسة التباعد الآمن أو تدابير ضبط النظافة الموصى بها عالمياً لمنع انتقال فيروس كورونا (منظمة الصحة العالمية 2020). وقد تفاقم هذا الوضع بسبب نقص المياه ولوازم التنظيف. وقد تم الإبلاغ عن شواغل مماثلة في مخيمات اللاجئين في بنغلاديش (ترولوف وآخرون، 2020، فينس، 2020) ولبنان (قاسم وجعفر، 2020). وكانت مخاطر تفشي الأوبئة على نطاق واسع من المخيمات نقطة نقاش متكررة، وإن كانت الأدلة على ذلك لا تزال محدودة.
لقد حظي استخدام النازحين داخلياً لوسائل التواصل الاجتماعي كمصدر للمعلومات المتعلقة بكوفيد-19 بدعم في المؤلفات (أمسالم وآخرون، 2020، بينيكوك وآخرون، 2020)، مع تأكيد بينيكوك وآخرون على التأثيرات الكبيرة للمعلومات الكاذبة في منصات التواصل الاجتماعي على المفاهيم العامة المغلوطة عن الوباء. تشير النتائج التي توصلنا إليها بأنّ بعض المشاركين/ات لم يتمكنوا من تحديد الفئات الأكثر عُرضة للخطر أو الإجراءات الموصى بها التي تتعارض مع المبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية، وإلى قبول غير نقدي لمعلومات وسائل التواصل الاجتماعي بين ما لا يقل عن نصف النازحين الذين تمت مقابلتهم. وهذا أمر هام لأن السلوك الوقائي للوباء مرتبط بالحصول على معلومات دقيقة و كافية (فانك وآخرون، 2009). إنّ التفاوت الكبير في دقة المعلومات بين الجنسين، مع كون النساء أقل معرفة من الرجال بشأن انتقال فيروس كورونا والوقاية منه والفئات الأكثر عُرضة للخطر، قد يتوافق مع إعلان اليونسكو لعام 2003 الذي اعتبر أنّ عدم الوصول إلى المعلومات هو “التحدي الرئيسي الثالث” الذي يواجه النساء في البلدان منخفضة الدخل، بعد الفقر والعنف. ومع ذلك، فإنّ هذا يتناقض مع ما توصل إليه هاورد وآخرون بأنّ الرجال الأفغان قد تشاركوا المعلومات الصحية ولا يتلاءم تماماً مع السياق السوري لأنّ العديد من النساء كن متعلمات جيداً قبل الحرب وهن قادرات على الحصول على معلومات دقيقة كالرجال، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لاستكشاف هذا الأمر.
لا يبدو عزل (حماية) الأشخاص الأكثر عُرضة للخطر ضمن مساحات السكن في الملاجئ، على النحو المقترح في التوجيهات المقترحة من قبل فافاس وآخرون، أمراً ممكنا في أماكن المخيمات وفق حسابات المشاركين/ات (فافاس وآخرون، 2020). غير أنّ المشاركين/ات أشاروا إلى أنّ اتباع نهج مماثل لأسلوب “تبادل مساحات السكن” يمكن أن يكون ممكناً. وبالمثل، يمكن أن تشمل الرعاية الاجتماعية المساعدة التي يناقشها المشاركون/ات أو التي يمكن أن تتوسع لتشمل الإدارة العامة لعملية العزل على النحو المقترح من جانب فافاس وآخرون (2020). وأشار المشاركون/ات أيضاً إلى أنهم يعتزمون العزل الذاتي في خيمة منفصلة في حال إصابتهم بالفيروس، على الرغم من أنّ عزل الحالات المشتبه في إصابتها بكوفيد-19 سيكون صعباً على الأرجح إذا ما تفشى المرض على نطاق واسع ويتطلب الأمر أعدادا كبيرة من الخيم الإضافية (فونين وآخرون، 2020، الكريم وآخرون، 2020).
أفادت تقارير وسائل الإعلام والوكالات عن مخاطر فقدان دخل الأسرة بسبب الاستجابة لفيروس كوفيد-19، مثل الإغلاق الشامل (مالاتشوفسكا وآخرون، 2020، كلوج وآخرون، 2020). على سبيل المثال، أفادت بعض التقارير أنّ العديد من اللاجئين في الأردن فقدوا وظائفهم بسبب الإغلاق (دينغرا، 2020). وفي سياق متصل، تأثرت أكبر الاقتصادات في العالم بشدة من جراء جائحة كوفيد-19 ومن المرجح أن تخفض مساهماتها الإنسانية فيما يخص أوضاع النزوح (جونز وآخرون، 2020، روميي وبيرن مردوخ، 2020). وتعتمد المعونة الغذائية، التي تشكل مصدر قلق للمشاركين في الدراسة، على تبرعات من الحكومات الغنية، ممّا يشير إلى أنّ هذا الخوف مُبرّر بشكل خاص.
وقد يكون عدم الاكتراث بالوباء وإنكاره متعلقَين بعدم وجود وكالة ملموسة لدى الأشخاص النازحين داخلياً أو وجود أولويات أكثر إلحاحاً، وهذا ما قد تمّ وصفه كذلك ضمن أوساط اللاجئين في الأردن (مالاتشوفسكا وآخرون، 2020). وكانت الضائقة النفسية الاجتماعية المذكورة نتيجة لكوفيد-19 متسقة مع نتائج غاو وآخرون عن القلق والاكتئاب في المجتمعات الصينية (غاو وآخرون، 2020). وبالمثل، وجد كوشار وآخرون أنّ المخاوف المتعلقة بالصحة النفسية تتعلق بالعزلة وفقدان الدخل بسبب الإغلاق (كوشار وآخرون، 2020). تمت الإشارة إلى الفائدة المقترحة لشهر رمضان في الحد من التفاعلات وبالتالي من انتقال فيروس كورونا بسبب انخفاض مستويات الطاقة لدى الناس في أماكن أخرى، ولكنها تفتقر إلى الأدلة (رضا وآخرون، 2020).
آثار البحث بما يخص السياسة والممارسات
من الآثار المباشرة لصانعي القرار هي الفائدة المحتملة من وضع خطة عمل لمنع تفشي فيروس كورونا في المخيمات. ومن شأن ذلك أن يساعد الجهات المانحة والوكالات المنفذة على تقدير الاحتياجات الإضافية للتباعد الجسدي، بما في ذلك سائل تعقيم اليدين الكحولي، والصابون لغسل الأيدي، والكمامات، وخيم العزل. يجب أن يستهدف التوعية الصحية الخاصة بكوفيد-19 النساء والرجال على حدٍّ سواء. ويلزم إجراء مزيد من البحوث لتحديد الأسباب التي تجعل مستويات المعرفة تبدو مختلفة، ولكن ينبغي اعتماد نهج يراعي الاعتبارات الجنسانية في الاتصالات المتعلقة بمخاطر الطوارئ والاستجابات الإنسانية لضمان وصول الجميع إلى المعلومات وتصحيح المعلومات المغلوطة المتداولة على نطاق واسع والاستجابة لها بسرعة (الإبلاغ عن المخاطر في حالات الطوارئ المتعلقة بالصحة العامة لعام 2020، لافرينيير وآخرون، 2019، اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات لعام 1999).
وفي حين أنّ حملات التوعية تكون مفيدة، فإنّ معظم المشاركين/ات كانوا يملكون بالفعل معرفة كافية حول كوفيد-19 لكنهم كانوا يفتقرون إلى الأدوات العملية لمنع انتقال العدوى. ثمة حاجة إلى وجود تخطيط محدّد لتفشي المرض للحد من انتقال كوفيد-19 المحتمل في المخيمات. ويمكن أن يشمل ذلك توزيع خيمة إضافية لكل أسرة لحماية أفراد الأسر الأكثر عُرضة للخطر من أجل عزلهم عن الأشخاص الذين يحتمل إصابتهم، وتوفير الإمدادات الغذائية لمن يتم عزلهم أو خلال الإغلاق التام أو فترات الذروة، وتخزين مخزونات من المواد الأساسية بأماكن قريبة من المخيمات في حالة الإغلاق الشامل. وينبغي توفير الموارد اللازمة للتعامل مع الأمراض المزمنة، والصحة العقلية، والضائقة النفسية. وبالإضافة إلى ذلك، ينبغي استكشاف طرق مبتكرة للاستعاضة عن فقدان الدخل مثل مشاريع النقد مقابل العمل (دوسي وآخرون، 2006، كاروث وفريمان وآخرون، 2020).
وعلى المدى الطويل، تحتاج الوكالات الإنسانية إلى مواجهة التحديات القائمة في مجالات المياه، الصرف الصحي، والنظافة من خلال توفير المياه الآمنة، المرافق الصحية الملائمة (مثل زيادة أعداد المراحيض ومرافق الاستحمام حيثما أمكن ذلك)، والصرف الصحي، لأنها تشكل مخاطر صحية جسيمة على نحوٍ أبعد من الجائحة الحالية.
التّطلّعات المستقبلية
بعد الانتهاء من المقابلات التي أجريناها في مايو/أيار 2020، تم الإعلان في 9 يوليو/تموز 2020 عن أول حالات الإصابة بكوفيد-19 في مناطق سيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا ، وتصاعدت الحالات بسرعة منذ ذلك الحين. وحتى 1 ديسمبر/كانون الأول 2020، تم الإبلاغ عن أكثر من 16,289 حالة إصابة و 166 حالة وفاة (شبكة الإنذار المبكر والاستجابة، 2020) ، مع احتمال عدم تشخيص الكثير منها بسبب محدودية القدرة على إجراء الاختبارات والتحديات اللوجستية. وتركز استجابة الصحة العامة التي تقودها شبكة الإنذار المبكر والاستجابة على الاختبار وتتبع المخالطين، مع زيادة أعداد المختبرات إلى 3، ورفع قدرة الاختبار من 100 إلى 1700 إختبار يومياً. ومع ذلك، فإنّ انتشار فيروس (سارس-كوف-2) في المجتمعات المحلية واضح خارج مخيمات النزوح وداخلها (شبكة الإنذار المبكر والاستجابة، 2020). وكانت الحالات في المخيمات بطيئة في الارتفاع في البداية، ومن المرجح أن يكون ذلك بسبب التحديات التي يواجهها سكان المخيم في الوصول إلى الرعاية الصحية والفحوصات، وهي الآن تزداد بسرعة أكبر. وهناك حاجة ماسة إلى إجراء مزيد من البحوث التي تتناول التصوّرات والتحديات المجتمعية المتغيرة، وذلك بهدف تنوير التدخلات ذات الصلة بالسياق، نظراً لتزايد حالات الإصابة والوفيات.
المحدوديات
لقد خضعت هذه الدراسة لعدّة قيود. أولاً، كان كل من محمد الطويش وحلا مخللاتي جديدان نسبياً في جمع البيانات النوعية عن بعد وتحليلها، ممّا يعني أنه ربما تم تفويت بعض الفروقات الدقيقة. وخفّفت من حدة ذلك مراجعة النصوص الأولية، التطوير المتكرر لدليل الأسئلة، والمناقشة المنتظمة بين مؤلفين مشاركين. ثانياً، لا يمكن التعرف بشكل كامل على الاختلافات في الظروف المعيشية بين المخيمات وبين المقيمين الأقدم والأحدث ضمن المخيمات، كما لا ينبغي تعميم النتائج على جميع مخيمات المنطقة الواقعة تحت سيطرة المعارضة أو مخيمات في مناطق أخرى من سوريا. ومع ذلك، هناك صعوبات متشابهة تتعلق بالاكتظاظ، سوء النظافة، وتحديات سبل العيش في معظم المخيمات. وتجدر الإشارة أيضاً إلى أنه نظراً إلى أن هذه الدراسة قد أُجريت عمداً قبل تأكيد أول حالة إصابة بفيروس كورونا في المنطقة الواقعة تحت سيطرة المعارضة، فإن تصورات المشاركين/ات غالباً تغيرت منذ ذلك الحين. على نحوٍ مماثل، لم تشمل هذه الدراسة عمداً صُناع القرار الذين قد يكون لديهم تصورات مختلفة تماماً عن تصورات المقيمين في المخيم.
الخاتمة
إنّ هذه الدراسة هي الأولى التي تستكشف التصوّرات والتجارب التي عاشها السوريون النازحون داخلياً في الأسابيع التي سبقت وباء كوفيد-19 في شمال غرب سوريا. إنّ الظروف المعيشية الصعبة للنازحين داخلياً في سوريا مُهددة بشكل أكبر جراء انتشار فيروس كورونا، وهناك حاجة ماسة إلى تدابير ضبط مُحدّدة للحد من انتقال فيروس كوفيد-19 ضمن المخيمات.
تصريح تعارض المصالح
لم يُصرح بأي منها.
شكر وتقدير
شكر خاص للمشاركين الذين شاركوا تجاربهم معنا خلال عيشهم ضمن مواقف تنطوي على قدر كبير من الصعوبات والمخاطر الشخصية. تم توفير التمويل من مؤسسة المملكة المتحدة للبحوث والابتكار (UKRI) من خلال مبادرة بحوث النظم الصحية / مجلس البحوث الطبية (MRC/HSRI) (MR/S013121/1).
مساهمات المؤلفين
قام كل من يزن دويدري، ميرفت الحفار، وناتاشا هواردبوضع تصور وتصميم البحث. قام كل من يزن دويدري، محمد الطويش، وحلا مخللاتي بجمع وتحليل البيانات. قام كل من يزن دويدري، رحب علواني، عائشة زاسيلا، و نفيسة بتي محمد إبراهيم بصياغة المخطوطة. قامت كل من ميرفت الحفار، نور حورانية، وعُلا عبارة بالمساهمة في تفسير البيانات والمراجعة النقدية. وأشرفت ناتاشا هوارد على الدراسة ونقحت المخطوطة بشكل نقدي. وقد وافق جميع المؤلفين على هذه النسخة لتقديمها.
المراجع
Coronavirus Cases. Worldometer. 2020 [cited 2020 Jul 8]. p. 1–22. Available from: https://www.worldometers.info/coronavirus/
Hariri, M, Rihawi, H, Safadi, S, McGlasson, MA, Obed, W, 2020. The Covid-19 Fore- cast in Northwest Syria the Imperative of Global Action to Avoid Catastrophe. Cold Spring Harbor Laboratory Press medRxivMay [cited 2020 Jul 8]. Available from http://medrxiv.org/lookup/doi/10.1101/2020.05.07.20085365 .
Shammi, M, Robi, MR, Tareq, SM, 2020. COVID-19: socio-environmental challenges of Rohingya refugees in Bangladesh. J. Environ. Heal Sci. Eng.. Jun 12 [cited 2020 Jul 9];1–3. Available from https://doi.org/10.1007/s40201-020-00489-6 .
Orendain, DJA, Djalante, R, 2020. Ignored and invisible: internally displaced persons (IDPs) in the face of COVID-19 pandemic. Sustain. Sci. 1, 3. Aug 6 [cited 2020 Sep 20]Available from https://doi.org/10.1007/s11625-020-00848-0 .
IDMC 2020 Global Report on Internal Displacement. [cited 2020 Jul 8]. Available from: https://www.internal-displacement.org/global-report/grid2020/ .
Abbara, A, Rayes, D, Fahham, O, Alhiraki, OA, Khalil, M, Alomar, A, et al., 2020. Coronavirus 2019 and health systems affected by protracted conflict: the case of Syria. Int. J. Infect. Dis. 96, 192–195. Jul 1 [cited 2020 Jun 3]Available from https://doi.org/10.1016/j.ijid.2020.05.003 .
Internally Displaced People -. UNHCR Syria. 2020 [cited 2020 Jul 8]. Available from: https://www.unhcr.org/sy/internally-displaced-people
Syria. IDMC. 2020 [cited 2020 Jul 8]. Available from: https://www.internal- displacement.org/countries/Syria
Douedari, Y, Howard, N., 2019. Perspectives on rebuilding health system governance in opposition-controlled Syria: a qualitative study. Int. J. Heal Policy Manag. 8 (4), 233–244. Apr 1 [cited 2020 Jun 5]Available from https://doi.org/10.15171/ ijhpm.2018.132 .
WHO. 2019 WHO delivers health care to displaced people in north-west Syr- ian Arab Republic. [cited 2020 Jul 8]; Available from: http://www.who.int/ emergencies/crises/syr/news-features/who-healthcare-to-idps-north-west-syria/en/
Mobility And Needs Monitoring | Syrian Arab Republic. Vol. 2, Total IDPs in North-West Syria. 2020 Mar.
Syrian Arab Republic | ReliefWeb. 2020 Recent Developments in Northwest Syria – Situation Report No. 22. Nov [cited 2020 Nov 28]. Available from: https://reliefweb.int/ report/syrian-arab-republic/recent-developments-northwest-syria-situation-report- no-22-18-november .
Marzouk, M, Rayes, D, Douedari, Y, Alkarim, T, Mhawish, N, Abbara, A, 2020. Im- pact of COVID-19 on Forcibly Displaced Persons Inside Syria. Syria Public Health Network [cited 2020 Sep 21]. Available from https://1bec58c3-8dcb-46b0-bb2a- fd4addf0b29a.filesusr.com/ugd/188e74_542fc8805add4051bce2bcd5fc5fe9ed.pdf .
FAO. 2019 Rains improve harvests in Syria but families still struggle to survive. [cited 2020 Jul 8]. Available from: http://www.fao.org/news/story/en/item/1207162/ icode/ .
ReliefWeb. 2020 9 years of conflict: 15.5 million Syrians lack clean water – Syrian Arab Republic. [cited 2020 Jul 8]. Available from: https://reliefweb.int/report/ syrian-arab-republic/9-years-conflict-155-million-syrians-lack-clean-water .
Humanitarian Response. 2020 Turkey Hub health cluster for Syria: [HeRAMS] Health Resources Availability Monitoring System. 1st quarter report | [cited 2020 Jul 8]. Available from: https://www.humanitarianresponse.info/en/operations/stima/ document/turkey-hub-health-cluster-syria-herams-health-resources-availability-3 .
Physicians for Human Rights. 2020 A map of attacks on health care in Syria. [cited 2020 Jul 8]. Available from: http://syriamap.phr.org/#/en/findings .
Kassem, II, 2020. Refugees Besieged: The Lurking Threat of COVID-19 in Syrian War Refugee Camps. Travel Medicine and Infectious Disease. Elsevier USA [cited 2020 Jul 9]. Available from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC7198398/ .
Colbourn, T , 2020. COVID-19: Extending or Relaxing Distancing Control Measures. Vol. 5. The Lancet Public Health. Elsevier Ltd, pp. e236–e237 [cited 2020 Jul 9]Available from .
Chu DK, Akl EA, Duda S, Solo K, Yaacoub S, Schünemann HJ. Physical distancing, face masks, and eye protection to prevent person-to-person transmission of SARS-CoV-2 and COVID-19: a systematic review and meta-analysis. www.thelancet.com . 2020 [cited 2020 Jul 9];395. Available from: 10.1016/.
Blumenthal, R, Murdoch, C., 2020. COVID-19 and Humanitarian Access for Refugees and IDPs: Part 2 –Syria and Bangladesh. Just Secur.. [cited 2020 Jul 8]. Available from https://www.justsecurity.org/69570/covid-19-and-humanitarian-access-for-refugees -and-idps-part-2-syria-and-bangladesh/ .
Kassem, II, Jaafar, H., 2020. The potential impact of water quality on the spread and control of COVID-19 in Syrian refugee camps in Lebanon. Water Int. 1–7. Jun 23 [cited 2020 Jul 9]Available from https://www.tandfonline.com/doi/full/ 10.1080/02508060.2020.1780042 .
Asseburg, M , Azizi, H , Dalay, G , Pieper, M , 2020. The Covid-19 Pandemic and Conflict Dynamics in Syria. Neither a Turning Point Nor an Overall Determinant .
The New York Times. 2020 Wash Our Hands? Some People Can’t Wash Their Kids for a Week. [cited 2020 Jul 8]. Available from: https://www.nytimes.com/2020/03/19/ world/middleeast/syria-coronavirus-idlib-tents.html .
Ekzayez, A, Associate Munzer al-Khalil, R, Director Mohamad Jasiem, H, Manager Raed Al Saleh, E, Meagher, K, Associate Preeti Patel, R, et al., 2020. COVID-19 response in northwest Syria: innovation and community engagement in a complex connict. J. Public Health (Bangkok) 42 (3), 1–6. Aug 18 [cited 2020 Jun 1] Available from https://academic.oup.com/jpubhealth/article/42/3/504/5841457 .
Early Warning And Response Network EWARN. 2020 COVID-19 Surveillance – North West Syria | Situation Report-159. [cited 2020 Dec 2]. Available from: https://www.acu-sy.org/wp-content/uploads/2017/01/COVID-19-Surveillance_NWS _EWARN_Daily-Sitrep_-159.pdf .
Al Jazeera. 2020 Scarce resources in Syria’s rebel-held areas amid COVID-19 fears. [cited 2020 Jul 8]. Available from: https://www.aljazeera.com/news/2020/04/ scarce-resources-syria-rebel-held-areas-covid-19-fears-200414202039334.html .
World Health Organization 2020 Coronavirus disease (COVID-19) advice for the public. [cited Sep 22]. Available from: https://www.who.int/emergencies/diseases/ novel-coronavirus-2019/advice-for-public .
Fusch PI, Ness LR. “Are We There Yet? Data Saturation in Qualitative Research ”. The Qualitative Report TQR. 2015 [cited 2020 May 27]. Available from: https://nsuworks.nova.edu/tqr/vol20/iss9/3/
Tong, A, Sainsbury, P, Craig, J, 2007. Consolidated criteria for reporting qualitative research (COREQ): a 32-item checklist for interviews and focus groups. Int. J. Q. Health Care Oxford Acad. 349–357. Dec 1 Available from https://academic.oup.com/intqhc/article/19/6/349/1791966 .
Truelove, S, Abrahim, O, Altare, C, Lauer, SA, Grantz, KH, Azman, AS, et al., 2020. The potential impact of COVID-19 in refugee camps in Bangladesh and beyond: a modeling study. Parmar P., (ed.). PLOS Med 17 (6), e1003144. Jun 16 [cited 2020 Jul 9] Available from https://dx.plos.org/10.1371/journal.pmed.1003144 .
Vince, G., 2020. The World’s Largest Refugee camp Prepares for Covid-19. Vol. 368. The BMJ. BMJ Publishing Group [cited 2020 Jul 9]. Available from https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/32217520/ .
Amsalem, D , Dixon, LB , Neria, Y , 2020. The Coronavirus Disease 2019 (COVID-19) out- break and mental health: current risks and recommended actions. JAMA Psychiatry Jun 24 .
Pennycook, G, McPhetres, J, Zhang, Y, Lu, JG, Rand, DG, 2020. Fighting COVID-19 Mis- information on social media: experimental evidence for a scalable accuracy-nudge intervention. Psychol. Sci.. June 30 [cited 2020 July 9];095679762093905. Available from http://journals.sagepub.com/doi/10.1177/0956797620939054 .
Funk, S, Gilad, E, Watkins, C, Jansen, VAA, 2009. The spread of awareness and its impact on epidemic outbreaks. Proc. Natl. Acad. Sci. U.S.A. 106 (16), 6872–6877. Apr 21 [cited 2020 Jul 9]Available from www.pnas.org/cgi/content/full/ .
Favas C, Abdelmagid N, Checchi F, Garry S, Jarrett P, Ratnayake R, et al. Guidance for the prevention of COVID-19 infections among high-risk individuals in camps and camp-like settings. London School of Hygiene and Tropical Medicine | Health in Humanitarian Crisis Centre. 2020 [cited 2020 Jul 9]. Available from: https://www.lshtm.ac.uk/sites/default/files/2020-04/Guidance for the prevention of COVID-19 infections among high-risk individuals in camps and camp-like settings.pdf
Vonen, HD, Olsen, ML, Eriksen, SS, Jervelund, SS, Eikemo, TA, 2020. Refugee camps and COVID-19: Can we prevent a humanitarian crisis? Scand. J. Public Health. Jun 10 [cited 2020 Jul 9];140349482093495. Available from http://journals.sagepub.com/doi/10.1177/1403494820934952 .
Alkarim T, Megally H, Zamore L. Last refuge or last hour? COVID-19 and the Humanitarian Crisis in Idlib | Center on International Cooperation. NYU | CIC Center on Inter- national Cooperation. 2020 [cited 2020 Jul 9]. Available from: https://cic.nyu.edu/ publications/last-refuge-or-last-hour-covid-19-and-humanitarian-crisis-idlib
Małachowska A, Al Abbadi T, Al Amaireh W, Banioweda K, Al Heiwidi S, Jones N. Exploring the impacts of covid-19 on adolescents in Jordan’s refugee camps and host communities. Gender & Adolescence Global Evidence. 2020 [cited 2020 Jul 9]. Avail- able from: https://www.gage.odi.org/wp-content/uploads/2020/05/Exploring-the- impacts-of-covid-19-on-adolescents-in-Jordan’s-refugee-camps-and-host-communities- 1.pdf .
Kluge HHP, Jakab Z, Bartovic J, D’Anna V, Severoni S. Refugee and migrant health in the COVID-19 response. Vol. 395, The Lancet. Lancet Publishing Group; 2020 [cited 2020 Jul 9]. p. 1237–9. Available from: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/ articles/PMC7270965/ .
Dhingra R. Refugees at Risk in Jordan’s Response to COVID-19. Jordan | ReliefWeb 2020. [cited Sep 22]. Available from: https://reliefweb.int/report/jordan/ refugees-risk-jordan-s-response-covid-19 .
Jones L, Daniele P, Brown D. Coronavirus: A visual guide to the economic impact. BBC News. 2020 [cited 2020 Jul 9]. Available from: https://www.bbc.co.uk/news/ business-51706225 .
Romei V, Burn-Murdoch J. Real-time data show virus hit to global eco- nomic activity. Financial Times. 2020 [cited 2020 Jul 9]. Available from: https://www.ft.com/content/d184fa0a-6904-11ea-800d-da70cff6e4d3 .
Gao, J, Zheng, P, Jia, Y, Chen, H, Mao, Y, Chen, S, et al., 2020. Mental health problems and social media exposure during COVID-19 outbreak. Hashimoto K, editor. PLoS One 15 (4), e0231924. Apr 16 [cited 2020 Jul 9]Available from https://dx.plos.org/10.1371/journal.pone.0231924 .
Kochhar, AS, Bhasin, R, Kochhar, GK, Dadlani, H, Mehta, VV, Kaur, R, et al., 2020. Lock- down of 1.3 billion people in India during Covid-19 pandemic: a survey of its im- pact on mental health. Asian J. Psychiatry 54, 102213. Elsevier B.V.[cited 2020 Jul 9]Available from https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC7301781/ .
Reza S, Zijoud H, Alireza, Farahani J. Ramadan coincides with the COVID-19 pandemic: what should be done? 2020 [cited 2020 Jul 9]; Available from: https://www.worldometers.info/coronavirus/ .
Communicating risk in public health emergencies 2020.
Lafrenière, J, Sweetman, C, Thylin, T, 2019. Introduction: gender, humanitarian action and crisis response. Gender Dev. 27, 187–201. Routledge[cited 2020 Sep 22]Available from https://www.tandfonline.com/doi/abs/10.1080/13552074.2019.1634332 .
Inter-Agency Standing Committee IASC. 1999 The integration of a gender perspective in humanitarian assistance. [cited 2020 Sep 22]. Available from: https://interagencystandingcommittee.org/gender-and-humanitarian-action-0/ documents-public/iasc-policy-statement-integration-gender .
Doocy, S, Gabriel, M, Collins, S, Robinson, C, Stevenson, P, 2006. Implementing cash for work programmes in post-tsunami Aceh: experiences and lessons learned. Disasters 30 (3), 277–296. Sep 1 [cited 2020 Nov 28]Available from https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/16911429/ .
Carruth L, Freeman S. Aid or exploitation?: Food-for-work, cash-for-work, and the production of “beneficiary-workers ”in Ethiopia and Haiti. World Dev.. 2020
* المؤلّف المراسل لدى: جامعة سنغافورة الوطنية، كلية سو سوي هوك للصحة العامة، 12 ساينس درايف 2، 117549، سنغافورة.
عناوين البريد الإلكتروني: (Yazan.Douedari@lshtm.ac.uk ) ي. دويدري، (Mervat.Alhaffar1@lshtm.ac.uk ) م. الحفار، (altwish@gmail.com ) م. الطويش، (hala.mkhallalati@gmail.com ) حـ. مخللاتي، (raheb.alwany@gmail.com ) ر. علواني، (e0201785@u.nus.edu ) ن.ب.م. إبراهيم، (zaseela10@gmail.com ) ع. زاسيلا، (Nour.Horanieh@lshtm.ac.uk ) ن. حورانية، (a.abbara15@imperial.ac.uk ) ع. عبارة، (natasha.howard@nus.edu.sg ) ن. هاورد
تم استلامه في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2020؛ وتم استلامه بصيغة منقحة في 2 كانون الأول/ديسمبر 2020؛ وتم قبوله في 2 كانون الأول/ديسمبر 2020
أصبح متاحاً على شبكة الإنترنت في 7 كانون الأول/ديسمبر 2020
2666-6235/© 2020 المؤلف (المؤلفون). تم النشر بواسطة السيفييه ليمتد. هذه المادة ذات وصول مفتوح بموجب ترخيص CC BY (http://creativecommons.org/licenses/by/4.0).